الاثنين، 19 أكتوبر 2009

تونس منارة الثقافة والتقدم والرفاه

صلاح الدين بوجاه

تفخر تونس بأن أسانيدها الثقافية لم تنقطع . فعلاوة على حضورها العريق ضمن الأصول السنية المعتدلة . فلقد تمكنت من نسج صورة مشرقة من الوسطية والتفتح خلال القرنين الفارطين ، منذ حكم المشير الأول أحمد باشا باي إلى اليوم .

وفي تقديرنا فإن العقدين الفارطين قد مكنا بلادنا من مواصلة حضورها القوي الدؤوب فوق سبل الخارطة الحضارية في البحر الأبيض المتوسط الذي مثلت قلبه النابض منذ القديم ، دون أن تقطع صلتها بالينابيع العربية الاسلامية المسهمة في تلوين ملامحها الثقافية .

على هذا الأساس اعتبر الرئيس زين العابدين بن علي - مرشح جميع التونسيين للانتخابات القادمة – “أن الثقافة سند التغيير والتنمية ، وأنها السبيل إلى الرقي والتقدم ، وأداة للتعبير عن وعي الشعوب، وإبراز خصوصياتها والتعريف بإبداعاتها “ .

فلقد توفرت للقطاع اعتمادات متواصلة ، تنمو باطراد تبعا لسخاء القيادة المعهود . وذلك من قبيل تعزيز الخلق والإضافة ، وفيه تثمين للمرجعيات الثقافية ، والخصوصيات الحضارية ، وضمان لانخراط الفكر الوطني في عصره .
هكذا تنخرط بلادنا بكل اقتدار في أسئلة العولمة ، ويسهم الشاب والمثقف ، كما تسهم المرأة في صنع غد أفضل للأجيال المتعاقبة ، المؤمنة بتونس والعاملة على المحافظة على تراثها الوطني ، وصون هويتها وتخطي معوقات الجدل غير المجدي الذي ترتفع أصواته شرقا وغربا .
لهذا فإن النقطة 18 - ضمن البيان الانتخابي - تضرب بسهم مكين في باب ثابت من أبواب الإبداع التونسي ، على اعتبار أن الثقافة اليوم قد تجاوزت التعريف التقليدي القاضي بأنها جملة المعلومات الأدبية أو التاريخية في حقل ما ... لتغدو من قبيل الضرب بسهم في كل مجال .

فالثقافة في تونس اليوم ... بيئية ، تكنولوجية ، علمية ، حقوقية ، وهي أيضا أدبية تاريخية ، مندرجة ضمن مسار تسعى القيادة - على الدوام – إلى تعزيزه والإضافة إليه إضافة إغناء وسخاء .

ضمن هذه الوجهة تعلن بلادنا عاليا عن تخصيص سنة كاملة لكل نشاط من الثقافة :
  • سنة للمسرح
  • سنة للموسيقى
  • سنة للسينما
  • سنة للكتاب
  • سنة للفنون التشكيلية .
وهل هذا إلا من قبيل العودة بهذه المجالات إلى أصولها ، احتفاء بالفن ... على وجه العموم والإطلاق..!

ضمن هذه السبيل ننتظر أن تدعم التجهيزات الحاضرة ، وتتكثف اتفاقيات الشراكة مع المؤسسات الجامعية والتربوية ، وتتوطد إسهامات المثقفين في تنشيط الإبداع... ترسيخا للمخزون الحضاري الوطني ، وسعيا إلى الاندراج ضمن السياق الكوني للحداثة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق