السبت، 10 أكتوبر 2009

كلنا مع بن علي

صلاح الدين بوجاه

لأسباب شتى لا يمكن أن نحيط بها... نقول إننا جميعا مع بن علي. من هذه الأسباب يمكن أن نذكر المستندات الاقتصادية التي نشرت الرفاه في كل مكان، كما يمكن أن ننعطف على مفهومي العدل والديمقراطية... مع ما يحف بهما من مسائل اجتماعية لا تخفى...

بيد أن "المسألة الثقافية" لا تزال تمثل في رأينا جوهر الأمر كله... فهي السند الشامل الذي يجعلنا جميعا نتشبث بسيادة الرئيس زين العابدين بن علي... لغايات سياسية، وخاصة لغايات أخلاقية، نلتزم بها وندافع عنها.
فمن يتأمل خطب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يجدها جميعا تبحث في ظاهرة عامة شاملة إسمها "الظاهرة الثقافية" وهي لشمولها أوسع من مجرد "الظاهرة" إنما هي رؤية شاملة للاقتصاد والاجتماع والسياسة، لا تعتبر"الحدث الثقافي" منفصلا عن باقي الأحداث في البلاد. لهذا يقف المثقفون اليوم بمختلف تنظيماتهم هاتفين كالرجل الواحد "كلنا مع الرئيس بن علي".

رؤية النخب الحداثية للثقافة هي التي مكنت هذا المجتمع من الحراك قدما نحو المستقبل، لهذا فإننا لا نرتاب في قولنا إننا "دولة صاعدة" أو إننا "دولة قريبة من الصعود"... لا نرتاب في أن مفهوم الصعود هذا مفهوم ثقافي رغم أن هنالك من قد يعتقد أنه مجرد تعريف اقتصادي.
عودا على بدء نكرر أن طلائع مجتمعنا متشبثة بفكرة المستقبل، هذه التي تبدو موصولة ـ كأزهى ما يكون الوصل ـ بتوهج حضور سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في المستقبل، لذلك فإننا ـ مجددا ـ متشبثون بالرئيس بن علي.

وقد اعتمد مشروع التغيير منذ أواخر الثمانينات مجموعة من الآليات والانجازات والإصلاحات حتى يحقق أهدافه، فأعاد الاعتبار إلى دولة المؤسسات والقانون وأجرى إصلاحات تشريعية من أجل جمهورية الغد وتجذير مبادئ ثقافة الديمقراطية القائمة على مبدأ الاستشارة وحماية حقوق الإنسان في بعدها الشامل ودعم مكونات المجتمع المدني. من أجل هذا تشكلت إستراتيجية وطنية للتنمية البشرية بهدف دعم قدرة الفرد والجماعة على الخلق والابتكار والإضافة، فضلا على إنجازات شتى منها خاصة مدينة الثقافة وإلغاء الرقابة على المنشورات وإحداث رخصة مبدع... والعمل على نشر ثقافة الديمقراطية والاعتدال والتضامن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة... وغيرها.

لهذا فإننا نستبشر اليوم ـ كأروع ما يكون الاستبشار ـ لتفضل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بتقديم ترشحه لمدة رئاسية جديدة، حيث تتأكد اللقيا بين القائد وشعبه إيذانا بالمراحل الكبرى القادمة.
في كلمة... نحن إزاء "جيل بن علي" الآخذ بالثقافة العامة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، هذه التي استقاها من ممارسات الرئيس بن علي خلال العقدين الفارطين... فنحن ببساطة إزاء زعيم استثنائي وشعب حركي متجه إلى الأمام ومستقبل يقتضي مواصلة حضور القائد يحدو مطايانا نحو الأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق