الأحد، 18 أكتوبر 2009

لماذا نساند الرئيس بن علي؟


لماذا نساند الرئيس بن علي؟
محمد مواعدة

نعم. إننا نساند سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للترشح ونختاره ونصوّت له للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة -25 أكتوبر 2009- لمواصلة قيادة تونس نحو مزيد من الاستقرار والأمن والتنمية الشاملة، والقيام بالدور الإقليمي والدولي المتميز والمساهمة الفاعلة في مسار الحضارة الإنسانية.



I - إننا نساند فيه الإنسان الأصيل وصاحب الأسلوب والمنهج العقلاني الدقيق والحاسم إزاء مختلف الأحداث والوقائع والتطورات.

أما الأصالة فتعود إلى الجذور والمنشإ العائلي الشعبي.

ولذلك لا غرابة أن نلاحظ تمسّكه بهوية تونس الحضارية وحرصه الشخصي على المحافظة على هذه الهوية وترسيخها في مختلف المجالات العمرانية والتربوية والثقافية مع تفاعل واع وإيجابي مع مقتضيات العصر وتطوراته ومستحدثاته.

وأما الأسلوب والمنهج العقلاني فيعود إلى التكوين ونوعيته المرسّخة للروح الوطنية والاستعداد الدائم للتضحية من أجل تونس بالنفس والنفيس، واعتماد العمل، ثم العمل، ثم العمل شعارا في الحياة وسلوكا يوميا دائما من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والإنسانية النبيلة.

وانطلاقا من ذلك، التأكيد على الاعتماد على الذات وما لها من طاقات كامنة ومخزون داخلي ثري ومتنوع للتعامل مع الحياة ومنعرجاتها المختلفة ومصاعبها المتوالية، ومع التحديات ومواجهتها بالأسلوب الملائم.

يضاف إلى كل ذلك الحرص المباشر والشخصي على دراسة القضايا والموضوعات المطروحة ومتابعة التفاصيل، جميع التفاصيل والجزئيات، وتصور مختلف المفاجآت والاحتمالات إذ لا مجال للصدفة... كل ذلك بهدوء هادئ ورصانة رصينة وصبر ومصابرة، وجهد متواصل لا يعرف الكلل والملل والتراخي... ولا الاستسلام والركون والتراجع.

إنه رجل لا يتردد أبدا في مواجهة التحديات والأزمات والمصاعب، ولذلك لا غرابة أن حدّد "التحدي" شعارا للمؤتمر الأخير (جويلية-أوت 2008) للتجمع الدستوري الديمقراطي، وقد كان فعلا شعارا للمرحلة التي تجتازها بلادنا في مجابهة الأزمات العالمية القائمة ….

كيف تعامل الرئيس بن علي مع الأزمات الخطيرة التي يعيشها عالمنا اليوم في جميع المجالات وفي مقدمتها المجالات المالية والاقتصادية؟

لقد أدار هذه المرحلة الدقيقة بحنكة شهدت بنجاحها كل المؤسسات الدولية وأبرز الخبراء والباحثين في المجالات التنموية. إذ اعتمد أسلوب المتابعة والهدوء وعدم الوقوع في فخ التهريج والتهويل الذي وقع فيه العديد من الدول القريبة والبعيدة...

لقد استطاعت تونس بفضل هذا الأسلوب وبحسن الاستفادة بكفاءاتنا الوطنية المتميزة، استطاعت التخفيف من انعكاسات الأزمات القائمة والتغلب على العديد من التحديات.

II – إننا نساند بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لأنه صاحب المشروع الوطني والحضاري والحداثي الشامل الذي انطلق فجر 7 نوفمبر 1987.

فمنذ الانطلاق التاريخي لم يتوان صاحب هذا المشروع الضخم ولو لحظة واحدة في مواصلة إنجازه وعلى مختلف الجبهات وبحزم دائب وتصميم لا يلين... وهذا ما يشهد به الجميع ويتابعون تنفيذ مراحله ومحطاته.

إن الرئيس بن علي يتعامل مع مشروعه الوطني والحضاري الشامل مثل الرسّام مع لوحاته والمعماري مع منجزاته المعمارية... بكامل التدقيق والمتابعة والمراجعة والتصحيح وبالسعي الدائم إلى تشريك أبناء تونس وبناتها المؤمنين بوطنهم والمتمسكين به وباستقلالية قراره والحريصين على تنميته وتقدمه وسلامة مساره ودوره الحضاري والإنساني.

إن مشروع بن علي الإصلاحي والحداثي امتداد تاريخي للتيار الإصلاحي الذي انطلق منذ عهود في هذه الربوع. فتونس عرفت الدستور منذ عهد قرطاج والذي أشاد بقيمته الفيلسوف اليوناني أرسطو وأبرز تميزه عن الدستور اليوناني.

وعرفت حركات إصلاحية متوالية أبرزها ما ظهر في ق19م وبداية ق20م.

وتونس عرفت احترام المرأة وتقدير مكانتها منذ أقدم العهود... والصداق الأغلبي في العهود الإسلامية الأولى أبرز دليل على ذلك. وها هي المرأة التونسية حاليا تتقدم زميلاتها العربيات والمسلمات وتشارك في التنمية في جميع المجالات.

وضمن هذا التصور يتأكد تجذر مشروع بن علي الإصلاحي في مختلف المجالات، وتتأكد حداثته وخاصة في مجالات التربية والمعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة ومتابعة تطورها المتسارع حتى تكون تونس طرفا فاعلا في مجتمع المعرفة... والاقتصاد اللامادي كما هي عليه حاليا بشهادة خبراء عالميين في هذا المجال.

III - إننا نساند بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لما تحقق لتونس من مكاسب وانجازات بقيادته ومتابعاته المباشرة والشخصية وبالاعتماد على الإنسان التونسي منطلقا وأداة وهدفا ضمن تنمية بشرية شاملة ومتوازنة.

وإن كل من يزور بلادنا في هذه المرحلة من تاريخها يلاحظ بكل يسر أنها حضيرة أشغال شاملة لجميع المجالات العمرانية حسب المفهوم الخلدوني الشامل لمفهوم العمران.

إنها فضاء المشاريع الضخمة مثل جسر رادس-حلق الوادي ومدينة الثقافة... ومطار النفيضة... والأقطاب التكنولوجية ذات المستوى العالمي... إلخ...

وفي الوقت نفسه فضاء رحب لثقافة التضامن الوطني والحوار الشامل وترسيخ قيم العمل والاعتماد على الذات والطموح المشروع.

IV - إننا نساند الرئيس زين العابدين بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لأنه -رغم كل ما تحقق من مكاسب- لم يشر ولو بالتلميح إلى أن تونس قطعت خطواتها المطلوبة كاملة وحققت بصورة نهائية تنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية...

بل إنه يؤكد على الدوام أن تونس قطعت خطوات ومازالت تنتظرها خطوات وخطوات... وأن المسار الديمقراطي والتنموي الشامل هو مسار يتحقق بمساهمة الجميع وبالتراكم والمتابعة، انطلاقا من واقعنا الوطني والحضاري والتاريخي.

وأحدث دليل على ذلك الكلمة المعبّرة التي خاطب بها الرئيس بن علي الشعب التونسي إثر تقديمه لترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 26 أوت 2009 وما أكده خلالها من تعهدات مستقبلية.

إنه رجل المطامح الكبيرة لتونس ولدورها الحضاري والإنساني، تونس بجميع أبنائها وبناتها وخاصة الشباب عماد مستقبلها.

لكل هذه الاعتبارات -وغيرها كثير- نؤكد مساندتنا لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي ونؤكد ضرورة أن يكون -دعما لترشيح التجمع الدستوري الديمقراطي- مرشح الوفاق الوطني الشامل ومُنْتَخَبَ الوفاق الوطني الشامل.

إنها ضرورة وطنية باعتباره رجل هذه المرحلة التي تجتازها بلادنا وما تواجهه خلالها من تحديات داخلية وخارجية.

إن بديل الرئيس بن علي هو بن علي نفسه بمشروعه الشامل والمتجدد وبمطامحه الوطنية والمستقبلية.

إننا نسانده ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 "من أجل تونس" وهو الذي وجه نداء علنيا وحماسيا مؤثرا خلال أول تجمع شعبي له صباح يوم 7 نوفمبر 1987 بساحة القصبة "معا من أجل تونس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق